كالعادة، يرى التطوريون الأحصنة في الغيوم
دراسة جديدة (1) مُعنونة بعنوان براق كالعادة “لقد تم إثبات التطور مختبريًا” – “التطور تحت أعيننا” لكن ما أن يدخل أحد ممن يقرأ بالفعل لفهم فحوى الدراسة حتى يجدها خاوية علي عروشها! مجرد ادعاء سطحي يتم ترويجه على أنّه أمر جلل وحدث عظيم!
في تلك الدراسة المنشورة في دورية “نيتشر” منذ بضعة أيام، قام الباحثون بأخذ نوع من الطحالب وهو أحادي الخلية يعرف بـ Chlamydomonas وأضافوا إلى وسط التجربة كائنًا آخر مفترس لهذا الطحلب ويسمى Paramecium.
بعد حوالي عام أو 750 جيل من الطحالب، أصبح هذا المخلوق الأحادي الخلية لا يعيش وحده بل يشكل تجمعات مع بني جنسه وهذا يجعل من افتراسه صعبًا لكبر حجمه! فما الذي حصل فعلًا؟
في نفس المقال يقول الباحثون أن هذا النوع من الطحالب لديه القدرة طبيعيًا على تشكيل تجمعات تسمى Pallmeloid في بعض الأوساط والظروف، وهي تجمعات من 2 إلى 16 خلية تلتصق ببعضها البعض ولها جينات موجودة بالفعل مسؤولة عن تلك العملية!
كل ما حدث في تجربتهم هو أن الجينات المسؤولة عن تنظيم تلك التجمعات قد تعطلت! مما جعل الطحلب يشكل هذه التجمعات “على الدوام” وليس عندما يحتاجها فقط. بمعنى آخر فقد الطحلب السيطرة على التنظيم!
من المقال:
“The ability of wild-type C. reinhardtii to form palmelloids suggests that the founding population in our experiment already possessed a toolkit for producing multicellular structures. However, while the palmelloid condition is expressed facultatively in wild-type C. reinhardtii, the strains that evolved in our experiment are obligately multicellular”
“إن قدرة C.reinhardtii الموجود في الطبيعة (نوع الطحلب المدروس) على تشكيل تجمعات الـ Palmelloids يشير إلى أن المجموعة الأساسية (من الطحالب) في تجربتنا كان عندها أصلًا الأدوات اللازمة لتشكيل مجموعات متعددة الخلايا. لكن تلك الحالة يتم التعبير عنها بطريقة اختيارية في الطبيعة بينما السلالات التي تطورت في تجربتنا هي متعددة الخلايا بطريقة إجبارية”
تعطيل جينات جعل الكائن يفقد السيطرة على تنظيم حياته بين حياة فردية وجماعية! نفس الشيء الذي يحدث في كل الأمثلة التي يتغنى بها التطوريون في دراسات سابقة عن التطور المزعوم للكائنات متعددة الخلايا في المختبر! تعطيل جينات يجعل الخلايا غير قادرة على الانفصال الكامل بعد الانقسام!
إنها نظرية التدهور يا سادة، فتلك التجربة تشبه تمامًا أن يكون لديك إنسان قادر على المشي والحركة والجلوس فإذا به وقد شلت أطرافه!
لكن، هل الكائنات متعددة الخلايا هي مجرد مجموعة خلايا ملتصقة ببعضها البعض؟
التطوري يجعل من الفرق الشاسع بين الكائنات أحادية الخلية ومتعددة الخلية هو الالتصاق فقط! ويتغافل عن الأهم وهو الاختلاف بين أنواع ووظائف وتخصصات الخلايا المكونة للكائنات متعددة الخلية، وتعاونها، وتناسقها، ووجود برامج جينية تجعل خلية واحدة في بداية التكوين تنتج كل أنواع الخلايا الأخرى وتنظمها، ثم تنسيق تلك الخلايا المختلفة في أنسجة وأعضاء ووظائف أعلى.
تشبه تلك الدراسة في الحقيقة أن تقول: سنجمع بعض قطع الحديد الخردة المتماثلة ونضمها إلى بعضها البعض فتصبح طائرة نفاثة من أحدث طراز، دون أي اعتبار لضرورة وجود التصميم الذي يشكل ويغير ويضم وينسق وينظم ويدير تلك القطع مع بعضها لتقوم بوظيفتها على الوجه الأكمل.
إعداد: طالي معمر الأمين
مراجعة علمية: أشرف قطب