لا شئ منطقي في علم الأحياء إلا في ضوء نظرية التطور
يردد الكثير من التطوريين بالعبارة الشهيرة التي أطلقها التطوري الروسي (ثيودوسيوس دوبجانسكي) على أن نظرية التطور مهمة للغاية لعلم الأحياء وللطب ولغيرها من المجالات، وعلى الرغم من أن هذا رأي شخصي فلسفي لأحدهم، لا دليلاً علمياً، إلا أنني سأقدم هنا شهادات لثلاث من علماء الأحياء عن هذه الجملة.
الشهادة الأولى من البروفيسور (فيليب سكيل) أستاذ الكيمياء والكيمياء الحيوية بجامعة بنسلفانيا وأحد علماء العالم البارزين في الكيمياء الحيوية ودراسات البكتيريا والمضادات الحيوية، يقول فيها (1):
“إن التطور الدارويني نظرية شيقة عن تاريخ الحياة، لكنها على الرغم من ذلك ليس لها أية تطبيقات عملية في العلوم التي لا تناقش تاريخ الأحياء. إن البيولوجيا الحديثة تبحث في دراسة الأنسجة والأعضاء في الكائنات الحية حالياً بطرق وأجهزة حديثة، ولا يوجد أي اكتشاف علمي في البيولوجيا الحديثة أو الدوائيات في القرن الماضي تم بإرشاد من التطور الدارويني، إنه لا يقدم أي دعم!”
ويقول أيضاً:
“بالتأكيد، لم تتلق أبحاثي الخاصة بالمضادات الحيوية خلال الحرب العالمية الثانية أي إرشادات من الرؤى التي قدمها التطور الدارويني. ولم يستعن بها ألكسندر فليمنج في تثبيط البكتريا بالبنسلين. لقد سألت مؤخرًا أكثر من 70 باحثًا بارزًا عما إذا كانوا سيفعلون عملهم بشكل مختلف إذا كانوا يعتقدون أن نظرية داروين كانت خاطئة. كانت الإجابات هي نفسها: لا”
الشهادة الثانية، من عالم البيولوجي والبروفيسور بجامعة هارفارد (مارك كيرشنير) إذ يقول:
“في خلال المائة سنة الماضية، كل علوم البيولوجي قد تقدمت دون الحاجة إلى نظرية التطور، فيما عدا البيولوجيا (التطورية) نفسها. البيولوجيا الجزيئية، الكيمياء الحيوية، علم وظائف الأعضاء، كلها علوم تقدمت دون أن تأخذ التطور في حسبانها على الإطلاق” (2)
الشهادة الثالثة من كبير محرري دورية Journal BioEssays، (آدم ويلكينز) إذ يقول في عددها الخاص الصادر عام 2000:
“موضوع التطور يحتل مكانا خاصا ومتناقضا في مجال البيولوجيا ككل. حيث في الوقت الذي يتفق فيه الغالبية العظمى من علماء الأحياء مع القول المأثور لثيودوسيوس دوبجانسكي بأنه (لا شيء في علم الأحياء من الممكن أن يُفهم إلا على ضوء التطور) فإن معظمهم يمكنهم أداء عملهم بكفاءة تامة لحسن الحظ دون الإشارة إلى الأفكار التطورية!! فكلمة (التطور) تظهر كفكرة توحدهم لا غنى عنها، ولكنها في الوقت نفسه فكرة زائدة للغاية (3)”
إن الأفكار “المقولبة” والجاهزة للإلقاء في وجه كل مختلف، هي دلالة واضحة على أن النظرية، ومؤيديها، لا يملكون أي أدلة حقيقية على صحة النظرية، فيضطرون بدلاً من الحوارات العلمية إلى إلقاء مثل هذه العبارات لإعطاء نوع من الثقة لأنفسهم وتثبيتاً لموقفهم غير العلمي.